موسوعة الفن التشكيلي \ الرسم المعاصر في العراق \الفصل الرابع \ الجانب الاجتماعي

د ∙ ماهود أحمد:
تفصح تجربة الفنان ماهود أحمد ، في سياقها التاريخي ، للفن المعاصر في العراق ، عن دلالة الحداثة الوطنية في الفن ، تجاه النزعات الأوربية – الغربية ، التي أخذت بالانتشار .. ومن ناحية أخرى فالفنان ، عبر صراعه مع المشكلات ( الفنية ) وحواره معها ، لم يأخذ من ( متحف الماضي ) إلا رموزه ونبضه ان جاز التعبير .. ولم يأخذ من ( متحف عصرنا ) إلا ما يمكن ان يجعل الفن قيمة من قيم الوجود ، والحياة في بعدها المرئي ، والروحي، والاجتماعي في الأخير .
وفي الحالتين كان الفنان د ∙ ماهود أحمد يضحي بأشياء كثيرة تخص الحداثة المعاصرة ، من أجل تطوير بحثه التشكيلي الذي يخاطب به جمهوره والإنسان بشكل عام . إننا أزاء تجربة تتمثل فيها القيم ( التعبيرية ) في موازنة بين الذاتي والموضوعي . فضلاً عن ظهور معالم ( المعاناة ) بشكل يعلن عن مكانة الإنسان ، كرمز حيوي ، في معنى الفن وفي دوره بشكل لا يصير فيه الأسلوب محض قناع أو شكل أو مهارة أو محاكاة .
وإذا تساءلنا عن الأشياء التي ضحى بها الفنان – من ناحية ثانية – فان أول سؤال يواجهنا هو لماذا لم ينسحب الفنان الى الأشكال التراثية ؟ ولماذا لم يتعلق بتقنيات الحداثة ( وهي أوربية – غربية بشكل عام ) ؟ الجواب نجده في تعلق الفنان الصميمي بمشكلات إنسانه ومدى تمثل هذا الأسلوب بهذا المضمون ( الخاص – المحلي ) (الخاص – الوطني ) .. إلا انه اختار الطريق الأكثر صعوبة .
هذا الاختيار ، في هذا السياق ، منح لوحاته ما نجده في البناءات الفنية القديمة من معادلة بين الواقعي والأسطوري ، وهو ما نجده في الفن المعاصر من وحدة بين المعنى والتقنية .
هكذا تصير لوحاته ( أسطورة ) في زمنها الواقعي ، بدل ان تسحبنا الى ( الماضي ) كلية أو الى ( حداثة العولمة ) بشكل مطلق ، ذلك إننا نطالع في هذه الوحدة محتوى تأسيساتها التي تحمل مبرراتها المضمونية والأسلوبية معاً .
فماهود أحمد ، في هذا الخطاب ، يمثل عصره انطلاقاً من حضارته .. جذره .. عراقيته .. ليحاور العالم بهذه الأبعاد . وهو في الحالتين ، يسعى الى بنية متماسكة : بنية ابداع يتمثل فيها ( الوطني ) – الخاص – في محتوى الخطاب ، وأسلوبه ، بدل أي اختيار آخر